ثرثرةٌ على ضفاف النسيان | ٧ | التسامي والتعامي
(رسائل إلى نفسي.. لعلّها تذكّرُ أو تنفعها الذكرى)
أغمض عينيك وكأنك لم ترَ شيئاً..
أغلق أذنيك وكأنك لم تسمع شيئاً..
ضع أعصابك في ثلّاجة اللامبالاة، وأمسك عليك لسانك وكأنك أبكم..
فلو فكّرتَ قليلاً كما يفعل العقلاء لتغافلت عن كثيرٍ ممّا يجري حولك ويستفزّك، وبالطبع فأنت لا تفعل ذلك من أجلهم، فهم حتماً لا يفهمون رقيّك، بل من أجلك ومن أجل راحة بالك.
ابدأ بالتغافل عن زلّات أحبابك وأصحابك، وهي قليلةٌ وناتجةٌ إمّا عن لحظة غضبٍ ستزول أو سوء فهمٍ لن يطول.
أما التغافل الحقيقي فمسرحه عالم اليوم الذي يعجّ بالتافهين والحمقى والمارقين والذين لا يجيدون في حياتهم غير الاستفزاز، وستجدهم في كل مكانٍ من حولك، في الحيّ والشارع والعمل والسوق، وحيثما ذهبت.
أنت تفهم مثلي دوافعهم بلا شكّ..
لا بدّ أن يعوّضوا عن عقدة النقص والشعور بالدونيّة لديهم والذي يقضُّ مضاجعهم..
لا بدّ أن يُشعروا ذواتهم المعتلّة بوهم الأهميّة المفقودة..
إنهم يفعلون ذلك بوعيٍ وبلا وعيٍ عبر استفزاز الآخرين، وكأنهم قد انتصروا في معركة وجودهم البائس!!
ولذلك، فإن التغافل عن أقوالهم وأفعالهم يفي بالغرض..
والتغافل كما تعلم لا يكتمل إلّا بالسعي لتحقيق شرطيه معاً:
الأول هو التسامي عن كل قولٍ جارحٍ أو إساءةٍ لفظيّة.
والثاني هو التعامي عن كل فعلٍ رديء أو سلوكٍ رذيل.
إن التعقّل والحكمة يمليان على كل لبيبٍ اللجوء إلى فنّ التغافل كردّ فعلٍ ناضج على كل استفزازات أولئك التافهين، ما لم تصل السهام إلى العِظام!!
لا يمكنك أن تتخيّل إلى أيّ حدٍّ يؤلمهم ذلك في مقتل..
ولا يمكنك أن تتصوّر كيف يزيد ذلك من شعورهم الدفين والموجع بالنقص..
وهو أيضاً خير وسيلةٍ قد تستخدمها لعلاج حالتهم المثيرة للشفقة، أي أنك ستجرحهم وتداويهم بالتغافل!
ختاماً، يُروى عن الإمام أحمد بن حنبل قوله:
( تسعة أعشار الحكمة في التغافل).
" إن التعقّل والحكمة يمليان على كل لبيبٍ اللجوء إلى فنّ التغافل كردّ فعلٍ ناضج على كل استفزازات أولئك التافهين، ما لم تصل السهام إلى العِظام!! "
أغمض عينيك وكأنك لم ترَ شيئاً..
أغلق أذنيك وكأنك لم تسمع شيئاً..
ضع أعصابك في ثلّاجة اللامبالاة، وأمسك عليك لسانك وكأنك أبكم..
فلو فكّرتَ قليلاً كما يفعل العقلاء لتغافلت عن كثيرٍ ممّا يجري حولك ويستفزّك، وبالطبع فأنت لا تفعل ذلك من أجلهم، فهم حتماً لا يفهمون رقيّك، بل من أجلك ومن أجل راحة بالك.
ابدأ بالتغافل عن زلّات أحبابك وأصحابك، وهي قليلةٌ وناتجةٌ إمّا عن لحظة غضبٍ ستزول أو سوء فهمٍ لن يطول.
أما التغافل الحقيقي فمسرحه عالم اليوم الذي يعجّ بالتافهين والحمقى والمارقين والذين لا يجيدون في حياتهم غير الاستفزاز، وستجدهم في كل مكانٍ من حولك، في الحيّ والشارع والعمل والسوق، وحيثما ذهبت.
أنت تفهم مثلي دوافعهم بلا شكّ..
لا بدّ أن يعوّضوا عن عقدة النقص والشعور بالدونيّة لديهم والذي يقضُّ مضاجعهم..
لا بدّ أن يُشعروا ذواتهم المعتلّة بوهم الأهميّة المفقودة..
إنهم يفعلون ذلك بوعيٍ وبلا وعيٍ عبر استفزاز الآخرين، وكأنهم قد انتصروا في معركة وجودهم البائس!!
ولذلك، فإن التغافل عن أقوالهم وأفعالهم يفي بالغرض..
والتغافل كما تعلم لا يكتمل إلّا بالسعي لتحقيق شرطيه معاً:
الأول هو التسامي عن كل قولٍ جارحٍ أو إساءةٍ لفظيّة.
والثاني هو التعامي عن كل فعلٍ رديء أو سلوكٍ رذيل.
إن التعقّل والحكمة يمليان على كل لبيبٍ اللجوء إلى فنّ التغافل كردّ فعلٍ ناضج على كل استفزازات أولئك التافهين، ما لم تصل السهام إلى العِظام!!
لا يمكنك أن تتخيّل إلى أيّ حدٍّ يؤلمهم ذلك في مقتل..
ولا يمكنك أن تتصوّر كيف يزيد ذلك من شعورهم الدفين والموجع بالنقص..
وهو أيضاً خير وسيلةٍ قد تستخدمها لعلاج حالتهم المثيرة للشفقة، أي أنك ستجرحهم وتداويهم بالتغافل!
ختاماً، يُروى عن الإمام أحمد بن حنبل قوله:
( تسعة أعشار الحكمة في التغافل).
تعليقات
إرسال تعليق