ثرثرةٌ على ضفاف النسيان | ٥ | أنا ضميرك
(رسائل إلى نفسي.. لعلّها تذكّرُ أو تنفعها الذكرى)
أعلمُ أنني في كل مرةٍ أتسلّلُ فيها إلى يوميّاتك أو أكتبُ إليك فيها أبدو كُنهاً ثقيل الدم.
كما أعلمُ أنك تفكر أحياناً بالتخلّص منّي أو إسكاتي على الأقل لتعيش كما تشاء دون مناكفاتي على الرغم من طيبتي معك، وذلك بسبب شغفك الذي لا يهدأ بالانطلاق والانعتاق..
ولكنه قدرنا أنا وأنت، ولا فكاكَ لنا من أقدارنا كما يُقال..
لا زلتُ مُرغماً على أن أتقمّص دور الضمير الذي يتحدثُ إليك بفوقيّة!
لا زلتُ مجبولاً على أن أمارس عليك دور (الأنا العُليا) التي تحدّث عنها سيجموند فرويد.
وفي الحقيقة، فأنا لا أُجيدُ غير لعب هذا الدور مهما حاولتُ أن أتحرّر منه، وقلّما أفعل!!
أما أنت..
نفسي..
الوجه الآخر لي..
فإن حالك أيّاً يكن هو أفضل من حالي، وأنت بالطبع تدري لماذا؟
وإن كنتَ نسيتَ كعادتك فلا مندوحة من تذكيرك..
حسناً، يكفي أن لك مطلق الحرية في الاختيار..
في الانتقال خلال كل لحظةٍ تجرّبها ما بين نوازعك الخيّرة وغرائزك الشرّيرة، وبعبارةٍ أخرى، ما بين حالتك الملائكية وحالتك الشيطانية، إذا جاز لي أن أصفها بهذه الصفة..
وذلك لأن طبيعتك الأوليّة هي مزيجٌ فريدٌ أبدعهُ الخالق بين الملائكة والشياطين، غير أنه أكرم منهما.
لا تنكر أنك تستمتع بما تملكه من سحر الحريّة، حرية الفعل والاختيار، وإن نالك تبعاً لذلك بعضاً من الثواب أو العقاب، فأنت في داخلك لا تكترثُ كثيراً لذلك، لعلمك أن هنالك دوماً من يهتمّ بكل تفاصيلك، من يراقبُ كل ما تفعله، من يتألّمُ بالنيابة عنك!
وبالطبع فإن ذلك المسكين هو.. أنا!
نحن لسنا منفصلين كما قد تتوهّم يا صاحبي..
نحن بلا شك كلٌّ واحد، مهما تنوّعت أساليبنا وغاياتنا..
نحن حتماً نحيا بمنطلقٍ واحد وبمصيرٍ واحد..
فترفّقْ بي أكثر لأهتمّ بك أكثر.
" طبيعتك الأوليّة هي مزيجٌ فريدٌ أبدعهُ الخالق بين الملائكة والشياطين، غير أنه أكرم منهما "
أعلمُ أنني في كل مرةٍ أتسلّلُ فيها إلى يوميّاتك أو أكتبُ إليك فيها أبدو كُنهاً ثقيل الدم.
كما أعلمُ أنك تفكر أحياناً بالتخلّص منّي أو إسكاتي على الأقل لتعيش كما تشاء دون مناكفاتي على الرغم من طيبتي معك، وذلك بسبب شغفك الذي لا يهدأ بالانطلاق والانعتاق..
ولكنه قدرنا أنا وأنت، ولا فكاكَ لنا من أقدارنا كما يُقال..
لا زلتُ مُرغماً على أن أتقمّص دور الضمير الذي يتحدثُ إليك بفوقيّة!
لا زلتُ مجبولاً على أن أمارس عليك دور (الأنا العُليا) التي تحدّث عنها سيجموند فرويد.
وفي الحقيقة، فأنا لا أُجيدُ غير لعب هذا الدور مهما حاولتُ أن أتحرّر منه، وقلّما أفعل!!
أما أنت..
نفسي..
الوجه الآخر لي..
فإن حالك أيّاً يكن هو أفضل من حالي، وأنت بالطبع تدري لماذا؟
وإن كنتَ نسيتَ كعادتك فلا مندوحة من تذكيرك..
حسناً، يكفي أن لك مطلق الحرية في الاختيار..
في الانتقال خلال كل لحظةٍ تجرّبها ما بين نوازعك الخيّرة وغرائزك الشرّيرة، وبعبارةٍ أخرى، ما بين حالتك الملائكية وحالتك الشيطانية، إذا جاز لي أن أصفها بهذه الصفة..
وذلك لأن طبيعتك الأوليّة هي مزيجٌ فريدٌ أبدعهُ الخالق بين الملائكة والشياطين، غير أنه أكرم منهما.
لا تنكر أنك تستمتع بما تملكه من سحر الحريّة، حرية الفعل والاختيار، وإن نالك تبعاً لذلك بعضاً من الثواب أو العقاب، فأنت في داخلك لا تكترثُ كثيراً لذلك، لعلمك أن هنالك دوماً من يهتمّ بكل تفاصيلك، من يراقبُ كل ما تفعله، من يتألّمُ بالنيابة عنك!
وبالطبع فإن ذلك المسكين هو.. أنا!
نحن لسنا منفصلين كما قد تتوهّم يا صاحبي..
نحن بلا شك كلٌّ واحد، مهما تنوّعت أساليبنا وغاياتنا..
نحن حتماً نحيا بمنطلقٍ واحد وبمصيرٍ واحد..
فترفّقْ بي أكثر لأهتمّ بك أكثر.
تعليقات
إرسال تعليق