ثرثرةٌ على ضفاف النسيان | ١ | عثرتُ عليها


" كانت لا أكثر من.. ثرثرةٍ لنفسي على ضفاف النسيان "


كتبتُ خلال حياتي العديد من الرسائل..
ثرثرتُ من خلالها كثيراً،..
وربما أصبتُ فيها قليلاً، لستُ متأكداً..
ولكني على الرغم من كل شيء متأكدٌ أني قد كتبتها وأرسلتها إلى الوجهة الصحيحة..
إلى نفسي، نفسي فقط..
ولكنها للأسف ولأسبابٍ خارجةٍ عن إرادتي كانت لا أكثر من..
ثرثرةِ لنفسي على ضفاف النسيان!
فلا هي بعد أن وصلتْ إلى وجهتها كما أردتُ لها قد صعدت إلى الوعي واستقرّت فيه، بل ظلّت طيّ النسيان..
ولا هي قد وقعتْ بيدِ الآخرين، ولو بالخطأ، فاطّلعوا لمجرّد الاطلاع على ما سكبته فيها عبر السنين من قناعاتي وتجاربي ووجداني.
هي رسائلُ فيّاضة ولكنها شفّافةٌ حدّ الإيلام في بعض الأحيان..
ربما لأنها ذاتية..
أو لأنها تفيضُ بالاعترافات..
وربما لأنها لم تُكتبْ أصلاً لتناسب ذوق أحدٍ أو لتثير انتباه آخرٍ سوى من كُتبتْ لأجله.
ولأني قد عثرتُ عليها مؤخراً وبالصدفة في بقعةٍ منسيّةٍ من ثنايا عمري..
ولأن كل ما احتوته لم يكن في يومٍ من الأيام سرّاً يحسنُ بي إخفاؤه..
ولأنها مليئةٌ بالثرثرة التي لا غنىً لنا عنها، لنواصل مشوارنا الكؤود في هذه الحياة المُترعة بالعبثيّة..
لذا، فقد قرّرتُ ودون تردّد أن أنشرها وبلا تراتبٍ زمني، كلما سنحتْ لي الفرصة..
على الأقل لكي لا تبقى مجرّد (ثرثرةٍ على ضفاف النسيان).


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثرثرةٌ على ضفاف النسيان | ١٣ | غرور

رحلة بريّة

الوعي⁩.. نواة الإنسانية والحضارة