ثرثرةٌ على ضفاف النسيان | ٩ | تديّنك لك

(رسائل إلى نفسي.. لعلّها تذكّرُ أو تنفعها الذكرى)

" التديّن وما ينطوي عليه من عباداتٍ وإيمانيّاتٍ شانٌ فرديّ خاصّ بين الإنسان وربه، وليس شأناً مجتمعياً"

أتفقُ معك بأن الأمر محيّرٌ جداً!
أعني مفهوم التديّن بين الفرد والمجتمع.
وأقصد مظاهر التديّن التي يسرفُ في إظهارها كثيرٌ ممّن نراهم حولنا في كل مكان، وكأنهم ينتظرون قبول أعمالهم والمثوبة من الناس لا من ربّ الناس!!
والأدهى من هذا هو كمية النصائح الدينيّة التي يسدونها ليل نهار لترسم للآخرين طريقاً أوحداً لقناعاتهم هم عن طبيعة التديّن الصحيح المقبول عند الله حسب زعمهم..
أمّا الأمرّ من ذلك كله فهو حجم الوصاية التي يحاول هؤلاء القوم بتعنّتهم ممارستها على الآخرين..
حتى أنهم وصلوا إلى درجة تسميتها الدعوة إلى الله وما يتفرّع عنها من المناشط الدعويّة، مع أننا نعلم جميعاً أن الدعوة تكون لغير المسلمين وليس للمسلمين الموحّدين من إخوتهم!!
أعلم أنه أمرٌ لا يمكن تصديقه ولكنها بعض الحقيقة.
التديّن وما ينطوي عليه من عباداتٍ وإيمانيّاتٍ شانٌ فرديّ خاصّ بين الإنسان وربه، وليس شأناً مجتمعياً..
إذ لا علاقة للمجتمع بتديّنك وعباداتك لا من قريبٍ ولا من بعيد، سواءً كنتَ متعبّداً متبتّلاً أو مقصّراً غافلاً، ولكن المجتمع يجب أن يقيّمك من خلال أخلاقك وتعاملك وكونك فرداً صالحاً ومنتجاً في المجتمع أو غير ذلك.
بعبارةٍ أخرى، تذكّر أن تديّنك لك، والناس تريد أن ترى أخلاقك.
لقد ولّى زمن الصحوة بكل إفرازاته الذي تلبّس المجتمع ٣٠ عاماً وإلى غير عودة، تلك الصحوة المقيتة التي شوّهت قيم المجتمع وأربكت مفاهيمه عن الحياة الطبيعية المعتدلة.
أمّا بقايا تحشيد ذلك الزمن الغابر فالأيام كفيلة بهم، ليعود لنا تديّن مجتمعنا الصافي والصادق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثرثرةٌ على ضفاف النسيان | ١٣ | غرور

رحلة بريّة

الوعي⁩.. نواة الإنسانية والحضارة