ثرثرةٌ على ضفاف النسيان | ١١ | لقد خذلتهم
(رسائل إلى نفسي.. لعلّها تذكّرُ أو تنفعها الذكرى) " الخذلان هو أن يعطيك أحدهم ما فوق استطاعته، فلا تعطيه حتى ما تستطيع " كنتُ قد حدّثتك عن نقائص عدّةٍ طواها العمر ولا يسرُّك الحديث عنها، ولكني غفلتُ عن إحداهنّ وربما كانت أعظمهنّ. إنها الخذلان.. لا، لا، بالطبع لا أقصدُ من خذلوك، فهؤلاء قد مضوا في حال سبيلهم بخيرهم وشرهم.. وبرغم أنهم كُثُر، وخذلان بعضهم كان مؤلماً بحقّ، إلّا أنه لا يعنيني من أمرهم شيء، ولستُ عليهم بمسيطر.. ما يعنيني هو أنت.. وما أقصده هو من خذلتهم أنت! لماذا فعلتَ ذلك؟ وكيف تنظر إلى ما فعلت؟ في الحقيقة، أنا لا أعلم لمَ لم أعاتبك على هذا حينها، فقط أعلم أن هذه النقائص وإن تباعد بها الزمن فإنها حتماً لا تسقط بالتقادم. قد تجدُ أعذاراً مريحةً تسوقها إليّ مبرّراً بها خذلانك لمن علّق بك آمالاً عظيمة ذات يوم، غير أن أعذارك الباهتة تلك لن تنطلي عليّ يا قريني، وارتياحك الموهوم ذلك الذي تبديه بعد ما فعلتَ بهم لا يسعه خداعي.. وإن كنتَ ستزعم عقب اعترافك بخطئك بأن خذلانك لهم كان خارجاً عن رغبتك وإرادتك، وأنك لم تنوِ يوماً الإ...