المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2019

ثرثرةٌ على ضفاف النسيان | ١٣ | غرور

(رسائل إلى نفسي.. لعلّها تذكّرُ أو تنفعها الذكرى) " الغرور ما هو إلّا رداءٌ شفيفٌ لا يواري سوأة من يعاني من تورّم الذات " أتذكرُ من اتهموك يوماً بالغرور؟ أظنّهم لم يكونوا مُنصفين في اتهامهم.. ولم يكونوا مخطئين في انطباعهم أيضاً! أذكرُ أنك كنتَ تُبدي انزعاجك من هكذا تُهمةٍ في سالف الأيام.. أما مؤخراً.. فتبدو كمن لا يعنيه الأمر كثيراً. لم تعُدْ تكترثُ لآراء الناس فيك وتصوّراتهم عنك.. أو بمعنىً أدقّ.. لم تعُدْ تكترثُ لآراء بعض الناس وليس كلهم. أصبحتَ تفرز جيداً وبحرص بين من يعرفك ويعرف عنك ما يسمح له بإطلاق أحكامه عليك ومن لا يعرفك البتّة ثم يكيل الاتهامات ويوزّع الانطباعات جزافاً. وما أكثرهم للأسف! وحتى أولئك الذين يدّعون أنهم يعرفونك.. قد يخلطون أحياناً.. بين الغرور والاعتداد بالنفس! بين الغرور والثقة بالذات! بين الغرور والتعالي عن سفاسف الأمور! بين الغرور والأنفة! ولذا.. أظنهم لم يكونوا منصفين ولا مخطئين في الوقت نفسه. ربما لأن التحلّي بتلك الصفات الحميدة في عُرف التافهين هو الغرور بعينه! هل تعلمُ ما هو الغرور في حقيقته؟ الغرور ما هو إلّا رداءٌ شفيف...

ثرثرةٌ على ضفاف النسيان | ١٢ | معارك الحياة

(رسائل إلى نفسي.. لعلّها تذكّرُ أو تنفعها الذكرى) ‏ " من يستسلم لجيوش الخوف..  لن يتشرّف بخوض معارك الحياة! " الخوف.. ذلك الوحش الذي يولد معنا، بداخلنا، ومن أجلنا. نحتاج إليه حتماً وإلى سطوته الجبّارة في كل تفاصيل حياتنا.. نستخدمه دوماً دون وعيٍ منا ليحمينا، ليضبط اندفاعنا، ليوازن قراراتنا، وليتحكم في مصائرنا في كل دقيقةٍ نحياها.. لكن.. يجب ألّا ننسى أبداً أنه في طبيعته وحش رهيب لا يمكننا السيطرة عليه وإن بدا لنا أليفاً ومفيداً، فسرعان ما يعلن عن وجهه الحقيقي القميء في أقرب فرصةٍ يتحيّنها متى ما انطلق من عقاله، لينقضّ علينا ويفترسنا.. الغريب أنه يعلم جيّداً بأننا لا قِبَل لنا بمواجهته متى ما أصبح حرّاً طليقاً، وهو ينتظر تلك الفرصة على أحرّ من الجمر! وفي الحقيقة، فإن الخوف القابع في دواخلنا ليس وحشاً واحداً يسهل ترويضه.. كلّا ولا، بل هو وبلا مبالغة جيوش من الوحوش.. وحوشٌ لا نكتشفها حقّاً إلّا عندما تفاجئنا بضراوتها وذلك حينما نسمح لها أن تنطلق من أسرها داخل عقولنا.. حينها، وحينها فقط.. تذرع تلك الوحوش وفي جنون كل زاويةٍ وكل شبرٍ لتعيث فينا فساداً، دون  مانعٍ أو ...