رحلة بريّة
(أُقصوصة) - تأخّروا كثير الشباب.. العشاء قرّب يستوي وأخاف يطوّلون علينا أكثر ويبرد. - الله يهديهم، توني كلّمتهم قبل شوي وقالوا حنا قريب، لكن ما يمنع نشوف وين صاروا الحين. التقط حمد هاتفه الجوال المُلقى أمامه على السجادة التي يتشارك الجلوس عليها مع فهد المشغول بالطبخ على موقد الغاز المخصّص للرحلات.. عاود حمد الاتصال بخالد وحسين اللذين أخبراه أنهما قد وصلا بالفعل إلى الموقع حسب الإحداثيات التي أرسلها لهما، ولكنهما توقّفا بجانب الطريق الإسفلتي على أطراف (الشعيب)، ذلك أنهما يخشيان من الضياع داخله في هذه الليلة الشتوية الظلماء التي لا قمر فيها، حيث أنها كانت آخر ليالي الشهر الهجري، وكان حمد قد أخبرهما سلفاً عن كثرة ووعورة الدروب والمسالك البريّة المتشابهة التي تخترق هذا الشعيب الجديد عليهما، والتي تتقاطع فيما بينها فيما يشبه المتاهة الصحراوية. - فهد، بستأذنك دقايق.. الله لا يهينك خفّف النار على عشانا، وأنا بطمر أجيب الشباب، هذاهم ينتظروني عند مدخل الشعيب. - طيب، لكن لا تتأخرون تكفى. قفز حمد إلى سيارته (الوانيت) وهو لا يزال يضع هاتفه الجوال على أذنه متحدّثاً إلى خال...